الخميس، 24 أكتوبر 2013

ازدواجية مصطنعة

اتيحت لي الفرصة ان اعيش واعمل سنوات طويلة في الاردن و فلسطين و معظم الدول العربية. و قد عمقت التجربة هويتي القومية كما تعمقت هويتي الانسانية من خلال عملي في احدى منظمات الامم المتحدة لنصف حياتي المهنية. من الطبيعي ان تجد بعض التفاخر او التنافر او التناحر او التنابذ او العصبية الجاهلية او العالمية ما بين الافراد و العشائر و القبائل و مشجعي الفرق الرياضية و الفنية و متبعي المذاهب و الاحزاب و الطرق و المشايخ وحتى الازياء و اللهجات و كل ما يلقى في النفوس من هوى. و لكن المستنكر هو تعميق واستغلال هذه الاهواء لإثارة الفتنة بين الناس او من قبيل فرق تسد ضد مصلحة الجماعة. ما الفرق بين القادم الى عمان من اربد او الكرك او يافا؟. الفرق هو ان القادم من يافا جاء بسبب الحرب. الحرب التي كان يدافع فيها عن بلده و عن الشرق عامة ضد قوى الاستعمار و الصهيونية. أي انه المحارب الذي تقهقر الى قواعده الخلفية الطبيعية. قد يقول قائل ان الاردن للأردنيين و فلسطين للفلسطينيين. و اقول أي اردن و أي فلسطين ؟. اليس واضحا ان شرق الاردن بالنسبة لليهود هو جزء من ارض اسرائيل؟. الم تبدأ الحركة الصهيونية بإنشاء اول المستعمرات الصهيونية في الضفة الشرقية في الزرقاء و السلط و شاطئ البحرالميت الشرقي؟ اليس الاردن (او بالاحرى الضفة الشرقية من الاردن) في فم الغول الاسرائيلي؟ اليس الاردن بحاجة لكل كفاءة تقويه؟ هل التفرقة بين ابنائه و تغذية العصبيات تحميه؟. واذا سلمنا بوجود قطرين فألم يندمج السكان عبر عقود؟ ام هي الفروق الدينية و العرقية و اللغوية؟؟. اليس من مصلحة البلد وضع الشخص المناسب في المكان المناسب؟. اليس من مصلحة البلد تعزيز الديموقراطية و حقوق الانسانية ووضع الحكومة وكافة السلطات في خدمة الشعب و ليس العكس؟ اليس من مصلحة البلد سيادة القانون؟ من صاحب المصلحة في تعطيل الطاقات و اذكاء العصبيات؟.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق