اسرائيل الى زوال (2/2)
في المقال السابق تحت نفس العنوان تحدثت عن تأملات و خواطر في سورة الاسراء التي تبين حتمية علو اسرائيل و زوالها. اما في هذا المقال فسأحاول ان اثبت حتمية زوال اسرائيل بمعطيات واقعية و في وقت قريب نقرره نحن بمشيئة الله و عونه. وهدفي من هذا هو ان لا معنى لأي تنازلات و ان اكبر اذى نلحقه بأنفسنا هو الاعتراف بإسرائيل. العالم في تغير مستمر. بل ان التغير هو الثابت الوحيد في هذه الحياة.
لقد شهدنا سقوط الاتحاد السوفيتي الذي كان ثاني قوة في العالم بدون حرب. و شهدنا تحالف الاضداد فرنسا و المانيا و بريطانيا في الاتحاد الاوروبي. وشهدنا اختفاء يوغوسلافيا و صعود الصين و الهند و البرازيل. و سقوط طغاة عرب من حيث لا نحتسب. و شهدنا رئيسا اسودا في اكبر نظام عنصري عرفه العالم. و شهدنا تطورات تكنولوجية غيرت معايير الاتصالات والقوة والاقتصاد و قوانين الحرب. وكل هذا يعني ان العالم يتغير و بسرعة فائقة. ان الكيان الاسرائيلي ليس استثناء وهو يحمل اسباب فنائه في اسباب و جوده ذاتها. و ان كانت الاسباب او بعضها قوية في وقتها فان الظروف قد تغيرت كثيرا مذئذ.
اسرائيل وجدت بالنسبة لليهود لنكون و طنا آمنا لا تتكرر فيه المذابح او التمييز ضدهم. ووجدت اسرائيل بالنسبة للصهاينة المسيحيين للتخلص من اليهود و للتعجيل بظهور المسيح. و لكن كل الاسباب الدينية و الانسانية لم تكن لتحقق نتائج حقيقة لولا المصالح التي دفعت الكبار الى المساعدة في ايجاد هذا الكيان كي لا تقوم للشرق قائمة بعد قرون طويلة من الصراع انتهت بالنسبة لهم بسقوط الدولة العثمانية و زرع كيانات صغيرة ضعيفة يسهل السيطرة عليها مكانها. مهما كانت قوة اسرائيل المادية فإنها لا يمكن ان تعوض ضعف تكوينها و لا يعادل ذلك إلا تخاذلنا و تنازلنا.
ونقاط ضعف الكيان الاسرائيلي واضحة وضوح الشمس لمن اراد. و يبدأ الضعف كما لا يخفى على الاسرائيليين من موضوع الامن. اننا يمكننا و بمقاومة بسيطة جعل اسرائيل المكان الاقل امانا لليهود وبالتالي نفي اساس وجودها. اما نقطة الضعف الثانية فهي صغر مساحة فلسطين الكلية و صغر المساحة التي يقطنها 80% من الاسرائليين في مثلت حيفا-يافا-القدس الذي لا تتجاوز مساحته 2500 كيلومتر مربع و يشربون من حوض واحد معظمه تحت الضفة الغربية. وهذا يعني عدم القدرة على احتمال اي تراجع. اما النقطة الثالثة فهي التركيبة السكانية الضعيفة عدديا و نوعيا فهي تتكون من اكثر من 80 قومية متنوعة الحوافز و الانتماء و التدين. اما عدديا فان عدد الفلسطينيون في داخل فلسطين اليوم يماثل عدد اليهود و مرشح للزيادة باضطراد. وليس هذا فقط فان كل التجمعات السكانية لا تبعد عن حدودها شيئا. اما النقطة الرابعة فتكمن في البعد الاخلاقي الذي تقوم عليه الدولة و الذي ما فتأ يتآكل لدى اليهود انفسهم مع ادراكهم فشل المشروع الصهيوني لانتفاء اسبابه و صمود اصحاب الحق. الحقيقة الكبرى التي نتجاهلها بل نغطي عليها لغرض في نفس يعقوب هي ان اسرائيل لا يمكن ان تكون او تستمر لولا الدعم الخارجي لها مقابل الدور الذي تقوم به و هنا مربط الفرس.
و من اسخف ما تسمعه هو النفوذ الاسرائيلي في الغرب و الرأي العام الغربي. لا اسرائيل و لا اي دولة تتحكم في السياسة الامريكية زعيمة العالم الحر (كما يقولون) او في سياسة اي من الدول الداعمة لها، بل يتحكم فيها فقط مبادئها و مصالحها. وان الرأي العام يهتم بمصلحة بلاده و رفاهيته قبل اي شيء. ان امريكا و العالم الغربي عامة يرى ان اسرائيل هو كنزه الاستراتيجي في المنطقة ما دامت تقوم بدورها بكفاءة. اما دورها فهو المساعدة في السيطرة على المنطقة بحيث لا يشكل الشرق تهديدا للغرب و يضمن الغرب طرق المواصلات و البترول و حماية الانظمة الموالية له. و الاهم الحيلولة دون وقوع المنطقة تحت سيطرة الخصوم او المنافسين. اي انها كبيرة العملاء في المنطقة وقد رأينا كيف تتخلى امريكا عن عملائها كما تتخلى عن احذيتها القديمة ابتداء من شاه ايران الى مبارك. لقد انتقلت مهمة حماية اسرائيل من بريطانيا الى امريكا مع انتقال القيادة واستمرار الاهمية. ولكن العالم يتغير و بسرعة فالتكنولوجيا غيرت بنية الاقتصاد و الامن و مفهوم الحرب في عقدين من الزمان اكثر مما تغير في مئة سنة قبلها. كما ان بدائل الطاقة اضحت قريبة وسيأتي اليوم الذي تفقد فيه امريكا مركزها القيادي الاقتصادي او تفقد اسرائيل جدواها فهل لمهمة حماية اسرائيل ان تنتقل بعد ذلك الى المانيا او روسيا او الصين او تركيا او ايران؟.
في المقال السابق تحت نفس العنوان تحدثت عن تأملات و خواطر في سورة الاسراء التي تبين حتمية علو اسرائيل و زوالها. اما في هذا المقال فسأحاول ان اثبت حتمية زوال اسرائيل بمعطيات واقعية و في وقت قريب نقرره نحن بمشيئة الله و عونه. وهدفي من هذا هو ان لا معنى لأي تنازلات و ان اكبر اذى نلحقه بأنفسنا هو الاعتراف بإسرائيل. العالم في تغير مستمر. بل ان التغير هو الثابت الوحيد في هذه الحياة.
لقد شهدنا سقوط الاتحاد السوفيتي الذي كان ثاني قوة في العالم بدون حرب. و شهدنا تحالف الاضداد فرنسا و المانيا و بريطانيا في الاتحاد الاوروبي. وشهدنا اختفاء يوغوسلافيا و صعود الصين و الهند و البرازيل. و سقوط طغاة عرب من حيث لا نحتسب. و شهدنا رئيسا اسودا في اكبر نظام عنصري عرفه العالم. و شهدنا تطورات تكنولوجية غيرت معايير الاتصالات والقوة والاقتصاد و قوانين الحرب. وكل هذا يعني ان العالم يتغير و بسرعة فائقة. ان الكيان الاسرائيلي ليس استثناء وهو يحمل اسباب فنائه في اسباب و جوده ذاتها. و ان كانت الاسباب او بعضها قوية في وقتها فان الظروف قد تغيرت كثيرا مذئذ.
اسرائيل وجدت بالنسبة لليهود لنكون و طنا آمنا لا تتكرر فيه المذابح او التمييز ضدهم. ووجدت اسرائيل بالنسبة للصهاينة المسيحيين للتخلص من اليهود و للتعجيل بظهور المسيح. و لكن كل الاسباب الدينية و الانسانية لم تكن لتحقق نتائج حقيقة لولا المصالح التي دفعت الكبار الى المساعدة في ايجاد هذا الكيان كي لا تقوم للشرق قائمة بعد قرون طويلة من الصراع انتهت بالنسبة لهم بسقوط الدولة العثمانية و زرع كيانات صغيرة ضعيفة يسهل السيطرة عليها مكانها. مهما كانت قوة اسرائيل المادية فإنها لا يمكن ان تعوض ضعف تكوينها و لا يعادل ذلك إلا تخاذلنا و تنازلنا.
ونقاط ضعف الكيان الاسرائيلي واضحة وضوح الشمس لمن اراد. و يبدأ الضعف كما لا يخفى على الاسرائيليين من موضوع الامن. اننا يمكننا و بمقاومة بسيطة جعل اسرائيل المكان الاقل امانا لليهود وبالتالي نفي اساس وجودها. اما نقطة الضعف الثانية فهي صغر مساحة فلسطين الكلية و صغر المساحة التي يقطنها 80% من الاسرائليين في مثلت حيفا-يافا-القدس الذي لا تتجاوز مساحته 2500 كيلومتر مربع و يشربون من حوض واحد معظمه تحت الضفة الغربية. وهذا يعني عدم القدرة على احتمال اي تراجع. اما النقطة الثالثة فهي التركيبة السكانية الضعيفة عدديا و نوعيا فهي تتكون من اكثر من 80 قومية متنوعة الحوافز و الانتماء و التدين. اما عدديا فان عدد الفلسطينيون في داخل فلسطين اليوم يماثل عدد اليهود و مرشح للزيادة باضطراد. وليس هذا فقط فان كل التجمعات السكانية لا تبعد عن حدودها شيئا. اما النقطة الرابعة فتكمن في البعد الاخلاقي الذي تقوم عليه الدولة و الذي ما فتأ يتآكل لدى اليهود انفسهم مع ادراكهم فشل المشروع الصهيوني لانتفاء اسبابه و صمود اصحاب الحق. الحقيقة الكبرى التي نتجاهلها بل نغطي عليها لغرض في نفس يعقوب هي ان اسرائيل لا يمكن ان تكون او تستمر لولا الدعم الخارجي لها مقابل الدور الذي تقوم به و هنا مربط الفرس.
و من اسخف ما تسمعه هو النفوذ الاسرائيلي في الغرب و الرأي العام الغربي. لا اسرائيل و لا اي دولة تتحكم في السياسة الامريكية زعيمة العالم الحر (كما يقولون) او في سياسة اي من الدول الداعمة لها، بل يتحكم فيها فقط مبادئها و مصالحها. وان الرأي العام يهتم بمصلحة بلاده و رفاهيته قبل اي شيء. ان امريكا و العالم الغربي عامة يرى ان اسرائيل هو كنزه الاستراتيجي في المنطقة ما دامت تقوم بدورها بكفاءة. اما دورها فهو المساعدة في السيطرة على المنطقة بحيث لا يشكل الشرق تهديدا للغرب و يضمن الغرب طرق المواصلات و البترول و حماية الانظمة الموالية له. و الاهم الحيلولة دون وقوع المنطقة تحت سيطرة الخصوم او المنافسين. اي انها كبيرة العملاء في المنطقة وقد رأينا كيف تتخلى امريكا عن عملائها كما تتخلى عن احذيتها القديمة ابتداء من شاه ايران الى مبارك. لقد انتقلت مهمة حماية اسرائيل من بريطانيا الى امريكا مع انتقال القيادة واستمرار الاهمية. ولكن العالم يتغير و بسرعة فالتكنولوجيا غيرت بنية الاقتصاد و الامن و مفهوم الحرب في عقدين من الزمان اكثر مما تغير في مئة سنة قبلها. كما ان بدائل الطاقة اضحت قريبة وسيأتي اليوم الذي تفقد فيه امريكا مركزها القيادي الاقتصادي او تفقد اسرائيل جدواها فهل لمهمة حماية اسرائيل ان تنتقل بعد ذلك الى المانيا او روسيا او الصين او تركيا او ايران؟.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق