الخميس، 24 أكتوبر 2013
الوطن البديل
تتردد عبارة الوطن البديل صباحا و مساء وسلبا و ايجابا و نفيا و تأكيدا و لكنها تؤول دائما الى غرض آخر. لقد اصبحت هذه العبارة وسيلة او اداة او قناع تخفي.
تسمعها من الفلسطينيين اننا لن نرض ابدا أي وطن بديل عن فلسطين و تسمعها من اشقاء الفلسطيني اننا ندعم حق الفلسطيني في العودة الى وطنه و لن نرضى ان نشارك في مؤامرة الوطن البديل. و يتفق الاثنان على ان الوطن البديل يعني التخلي عن فلسطين للصهاينة.
هذا هو الظاهر و الصورة الزاهية اما الحقيقة فهي مصالح وقتية لفئة قليلة تتعارض مع مصلحة الامة و مبادئها. فما الفلسطيني الا عربي مسلم او مسيحي ينتمي الى هذا العالم العربي و الاسلامي المستهدف من كل المشروع الصهيوني. ام حسبتم ان المشروع الصهيوني في فلسطين يقتصر على انشاء وطن آمن لليهود؟. الم تتدرج هذه الفكرة من 1917 حتى صارت قرار تقسيم في 1947 ثم صارت اسرائيل ثم توسعت لتشمل فلسطين كلها في 1967 ثم اتسعت دبلوماسيا و اقتصاديا و امنيا منذ كامب ديفيد 1979 و الحبل على الجرار؟؟. الا يصرح الصهاينة بان حدود اسرائيل من الفرات الى النيل؟. الا تصرح امريكا ليل نهار بان علاقتها مع اسرائيل هي علاقة تحالف استراتيجي؟. الا يعني كل هذا ان القضية هي قضية العالم العربي و الشرق كله؟.
لقد اسفرت السياسات التي تضيق على الفلسطيني معيشته في الوطن العربي بحجة الوطن البديل الى تهجيره الى المنافي البعيدة من استراليا الى امريكا الى اسكندنافيا فهل يخدم هذا التهجير فكرة منع الوطن البديل و التمسك بحق العودة؟
تسوق فكرة الوطن البديل في اوساط عامة الناس على انها من قبيل حفظ حقوق اصحاب البلد الاصليين في اولوية التمتع بالوظائف و الادارة و الموارد. و ينسى او يتناسى مسوقو الفكرة و المستفيدون الحقيقيون منها ان الفلسطيني المهاجر ليس عالة على احد بل هو انسان منتج باني اينما ذهب. و هو اضافة اقتصادية و اجتماعية و ثقافية. دلوني على أي شخص اغتنى في هذا البلد او تحسنت احواله بدون ان يكون للوجود الفلسطيني سبب في ذلك. و دلوني على أي شخص افتقر او تخلف بسبب الوجود الفلسطيني في هذا البد.
المستفيد من حرمان الفلسطيني حقه الطبيعي في الحياة الكريمة مع ابناء قومه هو فئة قليلة من السياسيين الذين لا يستطيعون المنافسة الحرة في بيئة حرة ديموقراطية تحترم حقوق الانسان. ولا يكترثون في ذلك لو تخلفت البلد ما داموا في الصدارة.
هل في هذا دعوة لان يتخلى الفلسطيني عن هويته و عن حقه في العودة؟ والجواب هو هل تهجير الفلسطيني الى المنافي البعيدة أفضل؟ هل انتم اكثر حرصا على الفلسطيني من نفسه؟ و هل نسيتم ان فلسطين ما هي إلا خط الدفاع الاول عنكم؟ فما زال الفلسطينيون يقاومون و يعطلون العدو عنكم منذ قرن و اكثر . فانتم المستهدفون و المعركة هي معركتكم في المقام الاول. افلا تعقلون!!!
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق