الأربعاء، 26 نوفمبر 2014

الدروس غير المستفادة

بمناسبة ذكرى وعد بلفور، الدروس غير المستفادة:
- الدرس الاول: هو تحالفنا مع عدونا الازلي وهو الغرب الاستعماري ضد اشقائنا و جيراننا الاتراك الذي مكن بريطانيا من دخول القدس بعد و عد بلفور باسابيع قليلة و مباشرتها فورا تحقيق الوعد. وواضح اننا لم نستفد من الدرس فقد اعدنا نفس التحالف في مواقع كثيرة ضد بعضنا بعضا اخطرها ضد العراق و ضد ليبيا و اليوم ضد داعش. انا لا اتجاهل التناقضات و المشاكل الكبيرة و لكن التحالف مع العدو الاجنبي لم يجلب الا الخراب. يعني "مابيجي من الغرب اللي يسر القلب"
- الدرس الثاني: ان وعد بلفور سبقته وعود مماثلة من فرنسا 1799 و المانيا 1898 و روسيا 1902 و في كل الاحوال كان اصحاب الوعد يكرهون اليهود و لكنهم يرمون الى التخلص منهم و تأسيس دولة يهودية تعتمد على قوة الجهة الواعدة لحماية مصالحها في المنطقة و هي قناة السويس و طرق المواصلات الجوية و البحرية ثم البترول. اي ان فلسطين كانت ضحية للسيطرة على الاخرين. ولم نستفد من الدرس ابدا فما زال العرب عامة و المصريون خاصة ثم الخليجيون يعتقدون بانهم يضحون من اجل فلسطين بينما الحقيقة ان فلسطين هي جبهة الدفاع عنهم و هي التي تضحي من اجلهم.
- الدرس الثالث: ان بريطانيا كانت تخطط لتقسيم المنطقة مع القوى الاستعمارية الاخرى و تخطط لزرع اسرائيل بينما كانت تخدع العرب في التفاوض على حدود الدولة المستقلة بل بالمساعدة في انشائها كما حصل في المملكة السورية بينما كانت تمضي قدما في مخططاتها الاستعمارية. ولم نستفد ابدا من هذا الدرس فها نحن نطلب من امريكا حلا في فلسطين منذ مدريد 1991 و لم نحصل على شيء

السبت، 22 نوفمبر 2014

اسرائيل الى زوال (3) و (4) و (5)

بينا في المقال الاول السند القرآني لحتمية زوال اسرائيل و بينا في المقال الثاني المنطق الجغرافي و التاريخي لزوال اسرائيل و نبين في المقالات التالية شهادات من اهلها بحتمية زوالها.
اسرائيل الى زوال (5): يعزوا  الباحثون الاسرائيليون زوال ممالك الفرنجة في فلسطين إلى ثلاثة عوامل:
- أولها ضعف الفكرة، تراجع الفكرة الصليبية وقدرة المجتمع على تحمل تبعاتها، ويقابلها في إسرائيل تآكل الفكرة الصهيونية، بعد رحيل "الآباء المؤسسين"، حيث تحول المجتمع اليهودي في فلسطين المحتلة إلى تجمعاتٍ بشرية باحثة عن الرفاه والمتعة، والحياة الرغدة، وتراجعت الأيديولوجيا التي حركت همم مؤسسي الكيان، وخصوصاً من يسمون "جيل الصابرا"، وهم الجيل الصهيوني الأول، وسموا كذلك إلى قدرتهم على مسك "كوز الصبر" بأيديهم، مع ما فيه من أشواك، دلالة على الخشونة!
- الثاني انهيار الجسر، والمعنى هنا حين أدارت أوروبا للممالك الصليبية ظهرها، وكفت عن إمدادها بالمساعدات، بعد أن شغلتها مشاغلها الخاصة، وقل اهتمامها بالمشروع الصليبي، ويقابله في إسرائيل بداية ارتخاء الاهتمام الأوروبي والأميركي بالمشروع الصهيوني في فلسطين، بعد أن انهارت صورة "اليهودي الضحية"، وتحولت إلى الصهيوني القاتل، كما أن نظرية أن إسرائيل تشكل ذخراً إستراتيجياً للغرب، ورأس حربة للاستعمار الغربي، لم يعد لها ذلك البريق، وفقدت كثيراً من أهميتها، بسبب وجود أنظمةٍ عربية تحرس المصالح الغربية أكثر من إسرائيل، وهنا، بدأ الحديث في إسرائيل عما يسمونه (نزع الشرعية الدولية عن إسرائيل)، باعتبارها مشروعاً استعمارياً عنصرياً، بعد أن تهشمت صورة "واحة الديمقراطية"، أو الفيلا وسط الغابة، على حد تعبير إيهود باراك!
- ثالث العوامل، التغير في البيئة المحيطة، في حالة الحروب الصليبية برزت حالة ممانعة ومقاومة للمشروع الصليبي، مثله آل زنكي وعدد من قادة المسلمين، في مقدمتهم صلاح الدين الأيوبي، ومعه جماهير من أهل مصر وبلاد الشام، وبقية بلاد الأمة. وفي الحالة الإسرائيلية، هناك ثورات الربيع العربي، وحالة الوعي الجماهيري بعد انتصار المقاومة الفلسطينية في غزة، مع ما صاحب الانتصار من محاولات مريرة لتشويهه وإفراغه من محتواه، وهدره في المعترك السياسي، لكي لا تكون له أي ثمار ذات مغزى!
- See more at: http://www.alaraby.co.uk/opinion/71c24039-1d36-403e-bfea-6d6de40387ab#sthash.dsRMkwR3.dpuf


اسرائيل الى زوال (4): قلناها اكثر من مرة و ها هم انفسهم يقولون لنا كيف.
"وما هو الدرس من العراق؟ هو أنه في اللحظة التي يخرج فيها الجيش الاسرائيلي من متر واحد في يهودا والسامرة ستدخل عناصر الجهاد بدلا منه كما حدث في قطاع غزة. وتهدد مطار بن غوريون في أسفله ولن تهبط بعد ذلك طائرة هنا وتهدد بعد ذلك تل ابيب والقدس وحيفا وبذلك ينتهي أمر دولة اليهود. فالامريكيون فشلوا في العراق مع عشرات آلاف الجنود المدربين فكيف يتوقعون أن تنجح هنا بضع عصابات مسلحة فلسطينية؟"
غي بخور
يديعوت 12/6/2014

اسرائيل الى زوال (3): كثيرون في العالم ومنا يرون ان زوال إسرائيل أحلام. و يعتمدون في ذلك على منطق ان اليهود قد بنوا قوة هائلة و استقر لهم الامر و ان اعدائهم اضعف منهم بكثير. 
و العجيب مدى تركيز اليهود على الامن بينما يحتم المنطق ان الامن هو مطلب الضعيف. 
تأملوا معي هذه الآيات من سورة الحشر التي نزلت في اليهود من بني النضير وقراهم ، وليس للمسلمين يومئذ كثير خيل ولا ركاب ، ولم يقطعوا إليها مسافة كثيرة ، وإنما كانوا على ميلين من المدينة فمشوا إليها مشيا.
بسم الله الرحمن الرحيم
سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1) هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَارِ(2).
ارى ان مفتاح زوال إسرائيل هو الامن. فما زال اليهود طلاب حياة ، و اغلبهم من غير المؤمنين، و يحملون جنسيات أخرى أوروبية و أمريكية سيفرون اليها عند افتقادهم الامن. لقد ثبت ان إسرائيل كانت دائما تحشد عشرة اضعاف قوة عدوها خشية خسارة أي معركة و انها استخدمت طيارين مرتزقة في حروبها و خاصة في 1948 و 1973. وان مئات الالاف من الإسرائيليين هجروا البلاد قبيل حرب 1967 ، و عندما رجمتهم العراق بالصواريخ في 1991 ، و كذلك في الحرب مع حزب الله في 2006 ، و الحرب مع غزة. و آخر عملية فزع كانت عندما اعلن نتنياهو بغباء عن قرب توصل ايران لإنتاج القنبلة النووية مما دعاه للاستدراك و التراجع عن تصريحاته و التنبيه على وزراءه بذلك

في ذكرى وعد بلفور

حتى لا ننسى، اليوم الذكرى السابعة و التسعين لوعد بلفور 2/11/1017 حين وعدت بريطانيا اليهود بفلسطين عطاء من لا يملك لمن لا يستحق.  وهنا نستذكر ان الانجليز لم يكونوا قد دخلو القدس بعد حيث دخلوها سلما متحالفين مع العرب بعدها بستة اسابيع في 9/12/1917 و كان التمهيد لذلك بمعاهدة سايكس بيكو السرية في 1916. و امعانا في الخداع باركت بريطانيا الدولة العربية في سوريا التي اعلنت في سوريا 1918 و شملت فلسطين وشرق الاردن ولبنان و الاسكندرون و الموصل و اجزاء من جنوب تركيا و انتهت بالغزو الفرنسي في 1920.
و في عام 1921 اتفق تشرشل وزير المستعمرات البريطاني و الامير عبدالله بن الحسين على استثناء شرق الاردن من وعد بلفور و تأسيس امارة فيها.
و يجب ان لا ننسى انه في هذا الوقت كان مصطفى كمال اتاتورك هو المسؤول عن الجيش التركي في فلسطين و الذي فضل الانسحاب بدون قتال.
النتيجة: لولا تحالف العرب بقيادة الشريف حسين مع بريطانيا و انسحاب الاتراك بقيادة مصطفى اتاتورك لم تكن بريطانيا لتتمكن من احتلال فلسطين و تنفيذ وعد بلفور و تأسيس اسرائيل غصة في حلق الامة العربية و الاسلامية.
اما الدرس المستفاد فلا شيء. لاننا مازلنا نتحالف مع الاجنبي ضد بعضنا بعضا و ما زلنا لا نقرأ و لا نفهم ان من يتولهم فهو منهم

الحركة الصهيونية المسيحية (2)

الحركة الصهيونية المسيحية (2)
في مقال للأستاذ عمر كيلاني، عنوانه "مشاريع توطين اليهود من البرازيل إلى فلسطين. المنشأ الأوروبي للصهيونية ومراحل تهويدها" (صحيفة الحياة 25/12/2003):
1- في عام 1649 أرسل اللاهوتيان الإنجليزيان، جوانا وأيبنز كارترايت، نداءً من هولندا إلى الحكومة البريطانية، جاء فيه: "ليكن شعب إنجلترا وسكان الأراضي المخفوضة أول من يحمل أبناء وبنات إسرائيل على سفنهم إلى الأرض التي وعد الله بها أجدادهم إبراهيم وإسحق ويعقوب، لتكون إرثهم الأبدي".
2- في عام 1622 نشر هنري فينيش، وكان المستشار القانوني الأول في إنجلترا، دراسة عن الاستعادة الكبرى للعالم يدعو فيها إلى استعادة إمبراطورية الأمة اليهودية.
3- في الدنمارك، حضَّ هولغر بولي ملوك أوروبا على القيام بحملة صليبية جديدة لتحرير فلسطين والقدس من الكفار وتوطين اليهود، وارثيها الأصليين الشرعيين. وفي عام 1696، قدم خطة مفصلة إلى ملك إنجلترا، وليم الثالث، طالباً منه أن يعيد احتلال فلسطين، ويسلمها لليهود، لإقامة دولة خاصة بهم.
4- في عام 1818، دعا الرئيس الأميركي، جون آدامز، إلى استعادة اليهود فلسطين وإقامة حكومة مستقلة لهم.
5- في عام 1839، أصدر بالمرستون، الذي شغل منصبي وزارة الخارجية ورئاسة الوزراء في بريطانيا، تعليمات إلى القنصل البريطاني في القدس، وليام يونغ، بمنح اليهود في فلسطين الحماية البريطانية لضمان سلامتهم وصيانة ممتلكاتهم وأموالهم.
6- في أثناء عقد مؤتمر الدول الأوروبية في لندن عام 1840، قدم اللورد شافتسبري، مشروعاً إلى بالمرستون، سماه مشروع "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض"، داعياً إلى أن تتبنى لندن إعادة اليهود إلى فلسطين وإقامة دولة خاصة بهم، ومحذراً من أنه لو تقاعست بريطانيا عن تنفيذ هذا المشروع، فإن هناك احتمالاً كبيراً لتنفيذه على يد دولة أخرى، كروسيا مثلاً. وتبنّى بالمرستون، في المؤتمر، مشروعاً يهدف إلى "خلق كومنولث يهودي في النصف الجنوبي من سورية، أي فوق المساحة التي شغلتها فلسطين التوراتية".
7- في عام 1844، ألف البرلمان الإنجليزي لجنة "إعادة أمة اليهود إلى فلسطين". وفي العام نفسه، تألفت في لندن "الجمعية البريطانية والأجنبية، للعمل في سبيل إرجاع الأمة اليهودية إلى فلسطين". وألح رئيسها، القس كريباس، على الحكومة البريطانية، لكي تبادر للحصول على فلسطين كلها، من الفرات إلى النيل ومن المتوسط إلى الصحراء.
8- وفي عام 1845، قدم إدوارد ميتفورد، وكان يعتبر من أخلص أنصار بالمرستون، مذكرة إلى الحكومة البريطانية يطلب فيها "إعادة توطين اليهود في فلسطين بأي ثمن، وإقامة دولة خاصة بهم، تحت الحماية البريطانية".
9- وفي نهاية الستينات من القرن التاسع عشر، بدأ الألمان إنشاء مستعمرات ألمانية في فلسطين، أشرفت على تأسيس غالبيتها "جمعية الهيكل" الألمانية التي تأسست في القرن السابع عشر، كحركة دينية إصلاحية في الكنيسة الإنجيلية الألمانية".

لقد كانت "الصهيونية اليهودية" في منزلة "الشريك الصغير" الذي يسعى إلى توسيع هامش تحركه لتنفيذ الشق اليهودي الخاص من المشروع،
المصدر: مقال مأمون كيوان في العربي الجديد في 17 نوفمبر 2014
للمزيد: 
الحركة الصهيونية المسيحية