الأربعاء، 26 مارس 2014

الجمعيات اليهودية الخيرية في امريكا (Josh Nathan-Kazes)

دراسة مثيرة حول جهود شبكة اليهود الخيرية بأمريكا

   الجمعيات اليهودية الخيرية ترسل أكثر من مليار دولار إلى إسرائيل - ذي جويش دايلي
نشرت صحيفة (ذي جويش دايلي فوروارد) التي تصدر في أمريكا مقالا للصحفي جوش ناثا- كازس حول "المؤسسات الخيرية اليهودية" في الولايات المتحدة يقول فيه "نعرف أن هناك شبكة جمعيات خيرية.. ونعرف أن مكوناتها من مؤسسات خدمات اجتماعية ومؤسسات الضغط السياسي تؤثر على السياسة الداخلية والخارجية لأمريكا، ونعرف أنها تقوم برعاية الشيوخ وتعليم الأطفال وترسل أكثر من مليار دولار إلى إسرائيل .. ولكن ليس عندنا فكرة عن شكل الشبكة".

ويشير الكاتب إلى أن الجمعيات المختلفة تقدم حساباتها وتقدم التقارير لأعضائها ولكن ليس هناك صورة شاملة على مستوى الشبكة: كم تجمع من الأموال وكم تصرف وما هي أولوياتها وكم من الدعم تحصل عليه من الحكومة.

ولذلك قامت صحيفة (ذي فوروارد) بمراجعة ملفات الضرائب لـ 3600 مؤسسة يهودية في أشمل دراسة تجرى للعمل المالي لهذه المنظومة اليهودية المعفاة من الضرائب. وكانت النتائج مذهلة؛ حيث اكتشفت فوروارد جهازا اجتماعيا يهوديا يعمل على مستوى شركة من الشركات الخمسمائة التي ترد في مجلة (فوتشيون) وتنفق أكبر نصيب من دولارات المتبرعين على إسرائيل.

ومع أن الدراسة لم تشمل الكنس اليهودية والمجموعات التي ترفض الكشف عن شؤونها المالية مستندة إلى الاستثناء على أساس ديني، ولكن حتى بدون هذا القطاع الكبير فإن المؤسسات الخيرية اليهودية المختلفة تقر بملكية موجودات صافية قيمتها 26 مليار دولار. وهذا الرقم أكبر مما تملكه شركة لاس فيغاس ساندس التي تمتلك كازينوهات في كل أنحاء العالم وأكثر من شركة سي بي إس التي تملك 29 محطة تلفزيونية و126 محطة راديو بالإضافة إلى شبكة سي بي إس وسايمون أند تشستر. وعدد موظفي الشبكة مساو لعدد موظفي شركة فورد لتصنيع السيارات.

كما أن مدخول الشبكة السنوي المقدر بـ 12 إلى 14 مليار دولار أكثر من الميزانية التي منحتها الحكومة الفيدرالية عام 2014 لوزارة الداخلية التي تدير خمس الأرض في الولايات المتحدة وتدير شؤون الهنود والحدائق الوطنية وجزيرة غوام وجزر سامو وفيرجن أيلاندس.

ووعدت الصحيفة بنشر سلسلة مقالات أكثر تفصيلا في الأسابيع القادمة حول ما توصلت إليه وبينت أن هذه الشبكة بالرغم من الحديث عن أهمية التعليم اليهودي إلا أنها تنفق أكبر نصيب من ميزانيتها على إسرائيل وليس التعليم وكيف أن الشبكة تستفيد بالمليارات من الإعفاءات الضريبية ومن المنح الحكومية والبرامج التي تمولها الحكومة. وكون الشبكة تنفق 2.3 مليار دولار على الإدارة وجمع التبرعات وتنفق 93 مليون دولار على الحفلات.

وتضيف الصحيفة أن شبكة المؤسسات الخيرية اليهودية تشبه في تركيبتها زهرة الأقحوان حيث تمثل البتلات البيضاء المؤسسات الخدمية ومجموعات الضغط السياسي بينما يمثل مركز الزهرة الأصفر المؤسسات المانحة والتي تقوم بجمع التبرعات.

الشبكة بكاملها سجلت 14.6 مليار دولار دخل وكونها وزعت منها 2 مليار دولار للجمعيات الخدمية -والتي غالبا ما تكون مسجلة كهيئات غير ربحية وتقدم حساباتها لقسم الضرائب- وغالبا ما يكون هذا الرقم مكررا فبإمكاننا القول إن الدخل يترواح بين 12-14 مليار دولار.

وتعود هذه التركيبة للشبكة إلى نهايات القرن التاسع عشر حيث أنشأت تجمع اليهود في بوستون أول شبكة مؤسسات وتبعها مؤسسات أخرى حتى أن الكتاب اليهودي الأمريكي السنوي لعام 1902 عدد آلاف المؤسسات اليهودية في الولايات المتحدة بما في ذلك المدارس والنوادي وهيئات الإسكان. وقد زاد حجم وتعقيد هذه الشبكة منذ ذلك الحين.

وتقدم المؤسسات المانحة 3.7 مليار دولار للمؤسسات الوظيفية يذهب 38% منها لمجموعات تأييد "إسرائيل"، 20% للتعليم، 20% للخدمات الصحية والاجتماعية و12% للثقافة والجمعيات المحلية.

وتذكر الصحيفة أن من بين الـ 619 مؤسسة التي تركز على إسرائيل هناك مؤسسات تقوم بالضغط السياسي مثل الإيباك وأخرى ترسل تبرعات لإسرائيل مثل جمعية أصدقاء الجامعة العبرية وأخرى تعمل كمجموعات ضغط وترسل تبرعات لإسرائيل مثل جمعية هداسا وجمعية النساء الصهيونية في أمريكا.

وتقوم الجمعيات اليهودية بدفع 1.9 مليار دولار على شكل منح خارجية ولكون القانون لا يطلب من المؤسسات تحديد جهات التحويل من الصعب معرفة كم من هذا المبلغ يرسل إلى إسرائيل، ولكن نصف المؤسسات التي تقدم منحا خارجية هي من الجمعيات المهتمة بإسرائيل وغالبا ما تكون معظم منحها موجهة لإسرائيل. وتشكل المنح الخارجية 15% من مصاريف الشبكة و 25% من نفقات المؤسسات المانحة.

ويتركز الثقل المالي للشبكة في ولاية نيويورك حيث تجمع 7.2 مليار بينما تأتي كالفورنيا بالمرتبة الثانية (1.2 مليار دولار)، وماستشوستش في المرتبة الثالثة (930 مليون دولار).

وبعد إيراد هذه الأرقام المثيرة يقول الكاتب أن هناك الكثير الذي يزال غير ظاهر في الصورة فإن كانت الـ 3600 مؤسسة يهودية والتي قدمت حساباتها لقسم الضرائب تمثل قمة جبل الجليد فالمجموعات اليهودية التي لا تقدم حساباتها على أساس أنها مؤسسات دينية تشكل الجبل المختفي تحت الماء.

ولا يعرف كم هو عدد هذه المؤسسات إلا أن دراسة قام بها بول بورستين عام 2010 عد فيها 3495 مؤسسة دينية يهودية. وهذه الدراسة تشير إلى أن عدد المؤسسات في الشبكة هي ضعف عدد المؤسسات التي تقدم حسابات رسمية. وقد يكون الدخل الحقيقي للشبكة يزيد بمليارات عن الـ 12-14 مليار التي توصل إليها البحث.

السبت، 15 مارس 2014

الحركة الصهيونية المسيحية


هذه نبذة مختصرة جدا للتعريف بالصهيونية المسيحية المتطرفة أكثر من الصهيونية اليهودية والأقوى منها في أمريكا. (مقتطفات من موقع النبأ http://www.annabaa.org/nbanews/63/42.htm و موقع و يكيبيديا) الصهيونية اختصارا هي أيديولوجية تؤيد قيام دولة قومية يهودية في فلسطين بوصفها أرض الميعاد لليهود. وصهيون هو اسم جبل في القدس وتقول بعض المصادر إنه اسم من أسماء القدس. أما الصهيونية المسيحية فهي الدعم المسيحي للفكرة الصهيونية، وهي حركة مسيحية قومية تقول عن نفسها إنها تعمل من أجل عودة الشعب اليهودي إلى فلسطين وسيادة اليهود على الأرض المقدسة. ويعتبر الصهيونيون المسيحيون أنفسهم مدافعين عن الشعب اليهودي خاصة دولة إسرائيل، ويتضمن هذا الدعم معارضة وفضح كل من ينتقد أو يعادي الدولة العبرية. تقوم فلسفة الصهيونية المسيحية على نظرية الهلاك الحتمي لليهود. وهناك الكثير من الدراسات اللاهوتية في هذا المجال خلاصتها أن هلاك يهود الأرض قدر محتوم وضرورة للخلاص من "إرث الدم" الذي حمله اليهود على أكتافهم بعدما صلبوا المسيح وهم سيتحولون إلى المسيحية بعد عودته ولن يبقى شيء اسمه اليهودية. تأثرت العقيدة البروتستانتية المنشرة في بريطانيا والولايات المتحدة الامريكية كثيرا باليهودية، ونتج عن هذا التأثر تعايش يشبه التحالف المقدس بين البروتستانتية واليهودية بصورة عامة، وخلقت علاقة أكثر خصوصية بين الصهيونية اليهودية والبروتستانتية الأصولية. وهذا يفسر حقيقة ان الدول الأكثر دعما لإسرائيل هي الدول الذي ينتشر فيها العقيدة البروتستانتية. تعود البدايات الي عام 1588 عندما دعا رجل دين انجليزي اسمه بريتمان لإعادة اليهود إلى الأراضي المقدسة تحقيقاً لنبوءات الكتاب المقدس. وفي عام 1615 طالب البرلماني السير هنري فينش حكومة بلاده بدعم اليهود ليرجعوا لأرض الموعد قائلاً "ليس اليهود قلة مبعثرة، بل أنهم أمة، ستعود أمة اليهود إلى وطنها، وستعمر كل زوايا الأرض وسيعيش اليهود بسلام في وطنهم إلى الأبد". و أعطيت الصهيونية المسيحية بعدها السياسي الأيديولوجي للمرة الأولى في بريطانيا عام 1655 عندما دعا أوليفر كرومويل رئيس المحفل البوريتاني بين عامي 1649 و1659 لعقد مؤتمر يسمح لليهود بالعودة للسكن والإقامة في المملكة بعدما تم نفيهم منها بقرار من الملك إدوارد الأول عام 1290. فتم في هذا المؤتمر خلق صلة ما بين أفكار الصهيونية المسيحية والمصالح الإستراتيجية لبريطانيا، ودفعت كرومويل للإيمان باكراً بوجوب توطين اليهود في الأراضي المقدسة في فلسطين نشأت المسيحية الصهيونية -كما نعرفها اليوم- في إنجلترا في القرن الـ17، حيث تم ربطها بالسياسة لا سيما بتصور قيام دولة يهودية حسب زعمها لنبوءة الكتاب المقدس، ومع بدء الهجرات الواسعة إلى الولايات المتحدة أخذت الحركة أبعادا سياسية واضحة وثابتة، كما أخذت بعدا دوليا يتمثل في تقديم الدعم الكامل للشعب اليهودي في فلسطين. من أشهر السياسيين الذين أسهموا في نمو حركة المسيحية الصهيونية عضو البرلمان البريطاني اللورد شافتسبري، وكان شافتسبري مسيحيا محافظا وعلى علاقة جيدة بصانعي السياسة البريطانيين في منتصف القرن الـ19. وفي العام 1839 ذكر شافتسبري في مقال نشر في دورية شهيرة Quarterly Review أنه "يجب أن نشجع عودة اليهود إلى فلسطين بأعداد كبيرة، حتى يستطيعوا مرة أخرى القيام بالرعي في سامراء والجليل"، وكان ذلك قبل 57 عاما من ظهور الحركة الصهيونية العالمية، وكان اللورد شافتسبري هو أول من وصف اليهود وفلسطين قائلا” شعب بلا وطن. لوطن بلا شعب". يعتبر القس الانجليزي جون نلسون داربي الأب الروحي للمسيحية الصهيونية السياسية قبل أن يعمل العشرات من القساوسة على نشر نظريته تلك. ونشر وليم بلاكستون الذي كان من أشد المتحمسين الأمريكيين لأطروحة داربي كتاب "المسيح آت" سنة 1887 وترجم الكتاب إلى عشرات اللغات وركز فيه على حق اليهود التوراتي في فلسطين. وبلاكستون كان وراء جمع 413 توقيعا من شخصيات مرموقة مسيحية ويهودية طالبت بمنح فلسطين لليهود وتم تسليم عريضة التوقيعات للرئيس الأمريكي آنذاك بنيامين هاريسون. (قبل انشاء هرتزل للحركة الصهيونية بعشر سنوات). تترجم حركة المسيحية الصهيونية أفكارها إلى سياسات داعمة لإسرائيل، وتطلب ذلك خلق منظمات ومؤسسات تعمل بجد نحو تحقيق هذا الهدف. لذا قامت حركة المسيحية الصهيونية بإنشاء العديد من المؤسسات مثل "اللجنة المسيحية الإسرائيلية للعلاقات العامة" ومؤسسة الائتلاف الوحدوي الوطني من أجل إسرائيل"، ومن أهداف هذه المؤسسات دعم إسرائيل لدى المؤسسات الأمريكية المختلفة، السياسي منها وغير السياسي. وهناك ما يقرب من 40 مليونا من أتباع الصهيونية المسيحية داخل الولايات المتحدة وحدها، ويزداد أتباع تلك الحركة خاصة بعدما أصبح لها حضور بارز في كل قطاعات المجتمع الأمريكي. ويشهد الإعلام الأمريكي حضورا متزايدا لهم حيث إن هناك ما يقرب من 100 محطة تلفزيونية، إضافة إلى أكثر من 1000 محطة إذاعية ويعمل في مجال التبشير ما يقرب من 80 ألف قسيس. وامتد نفوذ الحركة إلى ساسة الولايات المتحدة بصورة كبيرة وصلت إلى درجة إيمان بعض من شغل البيت الأبيض بمقولات الحركة والاعتراف بهذا علنيا. الرؤساء السابقون جيمي كارتر "ديمقراطي" ورونالد ريغان "جمهوري" وجورج بوش الابن "جمهوري" كانوا من أكثر الرؤساء الأمريكيين إيمانا والتزاما بمبادئ المسيحية الصهيونية.

مالقة..اردن الاندلس


يتناول كتاب "مدينة مالقة: أردنّ الأندلس" الصادر للدكتور صلاح جرار، دور القبائل الأردنية في الأحداث السياسية في الأندلس، وإسهامات أهل مالقة المنحدرين من أصول أردنية في النشاطات العلمية والأدبيّة في الأندلس. ويتضمن الكتاب تعريفاً بعدد من أعلامهم الذين ذاع صيتهم في الغرب الإسلامي. ومن الجدير بالذكر أن الأردنّ في ذلك الزمن كانت عاصمته طبريّة، ومن موانئه عكّا وصور، وكان يضم جنوب لبنان وشمال فلسطين حتى نابلس وكذلك إربد وجدارا (ام قيس) وطبقة فحل وبيسان وعجلون وجراسا (جرش) وبعض الأغوار، وكان أحد أجناد الشام الخمسة: جند الأردن وجند فلسطين وجند دمشق وجند حمص وجند قنسرين. واشتهر من سلالات القبائل القادمة من الأردنّ إلى مالقة أعلامٌ كثيرة، اشتملت على أسمائهم كتب عدة في التراجم، وقد وصلنا بعض هذه الكتب بينما ضاع أكثرها، إلاّ أنّ ما تبقّى منها يشتمل على تراجم عشرات الأعلام المالقية التي انحدرت من قبائل أردنيّة. وكان للأردنيين النازلين في ريّة ومالقة دورٌ بارز في الأحداث السياسية التي شهدتها الأندلس، ولا سيّما في عصور الولاية والإمارة والخلافة الأمويّة، ونبغ منهم أعلام في مختلف المجالات: السياسية والأدبيّة والعلمية، وكان من أشهر قادتهم السياسيين بعد ثعلبة ابن سلامة العاملي قائد يقال له يحيى بن حريث الجذامي بطل وقعة شقندة قبل سنة 131 هـ، وشخص يقال له: جدار بن عمرو والي جند الأردن، والقعقاع بن زنيم وغيرهم. وكان لثعلبة العاملي شانٌ كبير في الأندلس، إذ خرج في سنة 124 هـ على رأس جيش قوامه ستة آلاف مقاتل يمثلّون مختلف قبائل الأردنّ: عاملة ولخم وجذام والغساسنة والقين والأشعريين وغيرهم، متوجّها الى الأندلس ضمن طالعة بلج بن بشر القشيري. وبعد أحداث كثيرة تمكّن ثعلبة من الظفر بولاية الأندلس، غير أنّ ولايته لم تدم أكثر من بضعة أشهر عاد بعدها إلى الأردنّ بمفرده دون جيشه الذي خرج معه ولحق بمروان بن محمد آخر خلفاء بني أميّة وحضر حروبه. وبعد خروج ثعلبة من الأندلس خلفه أبو الخطّار حُسام بن ضرار الكلبي سنة 125 هـ، وقام أبو الخطّار بتوزيع المهاجرين من الشام ومصر على بلدان في الأندلس تشبه البلدان التي جاؤوا منها، فكان نصيب أهل الأردنّ في كورة ريّة وعاصمتها مالقة، وأطلق على ريّة ومالقة اسم: الأردنّ، حيث سكنتها القبائل الأردنية التي جاءت مع ثعلبة بن سلامة العاملي.

جند الاردن و جند فلسطين

بعد أن فُتحت بلاد الشام في عهد عمر بن الخطاب قسمت الشام إلى مقاطعات خمسة دُعي كل منها جُنداً وهي تعني المحافظات العسكرية هي جند فلسطين و جند الاردن و جند قنسرين وجند دمشق وجند حمص . ومن أشهر مدن جند فلسطين اللد، الرملة (فيما بعد)، القدس، عسقلان، غزة، أرسوف، قيسارية، نابلس، أريحا، عمّان، يافا، بيت جبرين. وتبع هذا الجند، في معظم الأوقات، أقاليم التّيه والجفر وزُغر والشّراة حتى أيلة. اما جند الاردن فقد أخذ اسمه من نهر الأردن وضم أجزاء في حوض النهر ومحيطه في شرق الأردن وشمال فلسطين وجنوب لبنان. كان هذا الجند أصغر أجناد الشام واغناها ومركزه طبرية ويضم ثلاث عشرة كورة منها طبرية والسامرة وبيسان وفحل وجرش وبيت راس وجدارا ودرعا وصور و النبطية والناصرة و جنين وعكا و حيفا. وقد بقيت التقسيمات الادارية في الاردن وفلسطين تراوح هذا التقسيم حتى سقوط الدولة العثمانية واتفاقية سايكس-بيكو ووعد بلفور الذي استثني شرق الاردن منه ومن الجدير بالذكر ان مؤتمر أم قيس المنعقد بتاريخ 2 أيلول 1920، بين أهالي قضاء عجلون والمعتمد البريطاني الميجر سمرست، طالب الأهالي بتشكيل حكومة عربية وطنية مستقلة مكونة من لوائي السلط والكرك وقضائي عجلون وجرش وضم لواء حوران وقضاء القنيطرة وقضائي مرجعيون وصور.

اهداف و مبادئ الحركة الصهيونية

اهداف و مبادئ الحركة الصهيونية (موقع فلسطين في الذاكرة): تشريد وطرد غالبية الفلسطينيين كانت نتيجة لسياسات المخطط الصهيوني لأكثر من ثلاثين سنة. في صُلب سياسة الحركة الصهيونية ركزت على اثنتين من أهدافها: 1. تحقيق أغلبية يهودية في فلسطين 2. واكتساب الدولة اليهودية وأرادت تحقيقهم بغض النظر عن رغبات السكان الأصليين. هنا يرجى الملاحظة بأن مفتاح سياسة الحركة الصهيونية كان ولايزال عدم الاعتراف بالحقوق السياسية والوطنية للشعب الفلسطيني. حاييم وايتزمان، رئيس المنظمة الصهيونية العالمية، قدم أقصى المطالب لمؤتمر السلام في باريس في شباط 1919، وذكر أنه يتوقع قدوم 70,000-80,000 مهاجر يهودي سنوياً الى فلسطين، وعندما يصبح اليهود أغلبية، فإنهم سيقومون بتشكيل حكومة مستقلة وفلسطين سوف تصبح : "يهودية لليهود كما هي إنكلترا إنجليزية للإنجليز". قدم وايزمان حدود الدولة المطلوبة كالتالي: البحر المتوسط غرباً؛ صيدا ونهر الليطاني وجبل حرمون شمالاً؛ جميع شرق الاردن غربي خط الحجاز الحديدي شرقاً ؛ والخط من العقبة عبر سيناء الى العريش جنوباً. قائلاً : "الحدود المبينة أعلاه هي التي نعتبرها ضرورية للمقومات الاقتصادية للبلد. يجب ان يكون لفلسطين منافذ للبحر وسيادة وسيطرة على الأنهار ومنابعها. الحدود المبينة أخذت في عين الاعتبار الاحتياجات الاقتصادية العامة والروابط التاريخية [للشعب اليهودي] في البلد." وعرض وايزمان على الدول العربية منطقة حرة للتجارة في حيفا وميناء مشترك في العقبة. الطلبات التي قدمها وايزمان لمؤتمر السلام كانت مطابقة لمطالب القادة الصهاينة التي تم الاتفاق عليها مسبقاً في مؤتمرهم الذي عُقد في كانون الاول 1918. من مطالبهم ايضا التحكم في كل التعيينات الإدارية وطالبوا الانتداب البريطاني على مساعدتهم لتحويل فلسطين الى دولة يهودية ديمقراطية تضمن فيها للعرب الحقوق المدنية للأقليات. على الرغم من ان مؤتمر السلام لم يخصص كل هذه الأراضي الشاسعة للوطن القومي اليهودي ولم يدعم هدف تحويل كل فلسطين الى دولة يهودية، لكنه لم يغلق الباب أمام هذا الاحتمال. والأهم من ذلك عرض وايزمان تضمن بكل وضوح وبكل قوة الأهداف الاستراتيجية للحركة الصهيونية. هذه الأهداف تستند الى بعض المبادئ الاساسية التالية للحركة الصهيونية: 1. الحركة الصهيونية ليس فقط حركة عادلة، بل هي ايضاً حركة تلبي حاجة ملحة لليهود المُضطهدين في أوروبا. 2. الحضارة الاوروبية أرقى من الحضارة العربية، وفي هذا المجال من الممكن أن تساهم الحركة الصهيونية في تهذيب الشرقيين. 3. الدعم الخارجي ضروري جدا لنجاح الحركةً خاصةً من دولة عظمى وأما عن العلاقات مع العالم العربي فهي ثانوية. 4. القومية العربية هي حركة سياسية مشروعة، ولكن القومية الفلسطينية إما منعدمة او إذا كانت موجودة فهي غير شرعية. 5. واخيراً اذا لم يرضخ الفلسطينيون لمطالب الحركة الصهيونية، فالرد الوحيد أمام الحركة هو استعمال القوة القاهرة لإجبارهم على الرضوخ لإرادة الحركة.