السبت، 15 مارس 2014

مالقة..اردن الاندلس


يتناول كتاب "مدينة مالقة: أردنّ الأندلس" الصادر للدكتور صلاح جرار، دور القبائل الأردنية في الأحداث السياسية في الأندلس، وإسهامات أهل مالقة المنحدرين من أصول أردنية في النشاطات العلمية والأدبيّة في الأندلس. ويتضمن الكتاب تعريفاً بعدد من أعلامهم الذين ذاع صيتهم في الغرب الإسلامي. ومن الجدير بالذكر أن الأردنّ في ذلك الزمن كانت عاصمته طبريّة، ومن موانئه عكّا وصور، وكان يضم جنوب لبنان وشمال فلسطين حتى نابلس وكذلك إربد وجدارا (ام قيس) وطبقة فحل وبيسان وعجلون وجراسا (جرش) وبعض الأغوار، وكان أحد أجناد الشام الخمسة: جند الأردن وجند فلسطين وجند دمشق وجند حمص وجند قنسرين. واشتهر من سلالات القبائل القادمة من الأردنّ إلى مالقة أعلامٌ كثيرة، اشتملت على أسمائهم كتب عدة في التراجم، وقد وصلنا بعض هذه الكتب بينما ضاع أكثرها، إلاّ أنّ ما تبقّى منها يشتمل على تراجم عشرات الأعلام المالقية التي انحدرت من قبائل أردنيّة. وكان للأردنيين النازلين في ريّة ومالقة دورٌ بارز في الأحداث السياسية التي شهدتها الأندلس، ولا سيّما في عصور الولاية والإمارة والخلافة الأمويّة، ونبغ منهم أعلام في مختلف المجالات: السياسية والأدبيّة والعلمية، وكان من أشهر قادتهم السياسيين بعد ثعلبة ابن سلامة العاملي قائد يقال له يحيى بن حريث الجذامي بطل وقعة شقندة قبل سنة 131 هـ، وشخص يقال له: جدار بن عمرو والي جند الأردن، والقعقاع بن زنيم وغيرهم. وكان لثعلبة العاملي شانٌ كبير في الأندلس، إذ خرج في سنة 124 هـ على رأس جيش قوامه ستة آلاف مقاتل يمثلّون مختلف قبائل الأردنّ: عاملة ولخم وجذام والغساسنة والقين والأشعريين وغيرهم، متوجّها الى الأندلس ضمن طالعة بلج بن بشر القشيري. وبعد أحداث كثيرة تمكّن ثعلبة من الظفر بولاية الأندلس، غير أنّ ولايته لم تدم أكثر من بضعة أشهر عاد بعدها إلى الأردنّ بمفرده دون جيشه الذي خرج معه ولحق بمروان بن محمد آخر خلفاء بني أميّة وحضر حروبه. وبعد خروج ثعلبة من الأندلس خلفه أبو الخطّار حُسام بن ضرار الكلبي سنة 125 هـ، وقام أبو الخطّار بتوزيع المهاجرين من الشام ومصر على بلدان في الأندلس تشبه البلدان التي جاؤوا منها، فكان نصيب أهل الأردنّ في كورة ريّة وعاصمتها مالقة، وأطلق على ريّة ومالقة اسم: الأردنّ، حيث سكنتها القبائل الأردنية التي جاءت مع ثعلبة بن سلامة العاملي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق