الخميس، 24 أكتوبر 2013

حقائق و اوهام ج1

نردد بيقين او من غير يقين ان اليهود اصحاب نفوذ هائل على الغرب و نستدل على ذلك من سياسة امريكا و الغرب عموما تجاه قضايانا و خاصة ما يتعلق بفلسطين. و لا زلنا نذكر التدليل على اعتراف الاتحاد السوفيتي بإسرائيل في اللحظات الاولي بسبب ان اعضاء القيادة فيه كانوا من اليهود او ان امهاتهم يهوديات. وان ماركس نفسه كان يهوديا وكذلك دزرائيلي رئيس وزراء بريطانيا. و قد امتدت الحالة مؤخرا لتشمل الزعماء العرب مثل القذافي و الاسرة السعودية و الشيخ محمد بن عبد الوهاب و عرفات و الشيخ حسن البنا وأخيرا السيسي. و على طول التاريخ الاسلامي نجد شخصيات يهودية متهمة بالفتنة و عظائم الشرور اولها ابن سبأ. و حتى في حياتنا الشخصية اذا اردنا ان ندلل على خبث شخص نقول انه يهودي. حتى اني سمعت اكثر من مرة ان سيدنا موسى لم يكن يهوديا و ذلك من قبيل تنزيهه. وفي آخر النهار نقر ان اليهود اهل كتاب (ضالين) و اننا نعادي فقط الصهاينة او من يعادينا مهما كان معتقده حتى لو كان من المسلمين. اعتقد اننا نخلط ما بين التراث و الواقع. و اننا نأخذ الامور بتبسيط شديد بحسن نية للأفراد و بخبث او تبرير او تواطؤ لأصحاب المصالح. و أتسائل لو كان اليهود اصحاب نفوذ و سيطرة بحيث يوجهون الدول الكبرى و خاصة روسيا و أمريكا فالا تكون هذه فرصة ذهبية لنا للضغط على اسرائيل و المساومة عى قليل من التنازلات او رفع بعض التهديدات مقابل ان تستعمل نفوذها على هذه القوى الكبرى و نحقق مصالحنا بل السيطرة على العالم. فلا شك ان الضغط على اسرائيل و مواجهتها اسهل بكثير من الضغط المباشر على امريكا مثلا. اذن ما المشكلة؟ و ما هي القراءة الصحيحة لإستراتيجية السياسة الامريكية كقائد للعالم الغربي و روسيا كجار لتركيا؟. لن نعود الى 1400 سنة من الصراع بين الشرق و الغرب انتهى بسقوط الدولة العثمانية 1923 ، و احتلال عاصمتها و اكثر من نصف تركيا ذاتها. و لك ان تلاحظ ان سقوط السلطان عبد الحميد الثاني في 1908 كان مرتبطا بإنشاء وطن لليهود على ارض فلسطين. وفي هذا العام تداعى الاوروبيون لدراسة مستقبل الشرق بعد سقوط الدولة العثمانية برعاية هنري كامبل بانرمان رئيس وزراء بريطانيا حينها في لندن. و قد اجمع خبرائهم على تفتيت المنطقة على اساس قومي او طائفي بهدف و احد و وحيد هو انهاء الخطر القادم من الشرق مرة واحدة و الى الابد. انظر: http://www.aljazeera.net/programs/pages/aa0a5b6d-51ed-4aa7-b140-1f3ce1188c8f (ملاحظة مازلت اذكر ما قاله كالاهان رئيس وزراء بريطانيا 1979 اثر الثورة الايرانية و هو يهرع فزعا لمقابلة كارتر في برمودا و كنت في لندن و قتها. قال علنا: انني كمسيحي لا استطيع ان اتجاهل الخطر القادم من الشرق). و هذا ما فعلوه في اليابان اثر الحرب الثانية في تغيير عقيدتها و تقزيمها و تدجينها الى الابد للقضاء على الخطر القادم عبر المحيط الهادئ. و هو ذاته ما فعلوه في اوروبا الشرقية و روسيا في تبني استراتيجية انهاء الخطر الشيوعي للابد. وحتى نفهم ذلك اكثر نعود الى وثائق حملة نابليون على فلسطين في 1799 التي تكشف انها جزء من خطة عنصرية امنية دينية لتوطين اليهود في فلسطين للتخلص منهم عنصريا، و لإيجاد قاعدة متقدمة للغرب في حمايته، و للتعجيل بالتنبوءات الدينية. و لا ننسى المقاومة الهائلة لحملة محمد علي باشا 1830 لضم بلاد الشام و خاصة فلسطين و سيناء لدولته في مصر لأنها ستكون دولة قوية تعوق المخطط الغربي. كذلك لا ننسى ارهاصات الصهيونية المسيحية العملية بمشروع المستعمرات الالمانية في فلسطين 1868-1918 و اشهرها مستعمرة سارونا قرب يافا بدوافع صهيونية مسيحية وقد كتبوا على كنائسهم شلت يميني ان نسيتك يا اورشاليم. و قد انتهت هذه المستعمرات بالاحتلال البريطاني لفلسطين و طرد الالمان كونهم حلفاء الاتراك. انظر: http://www.majma.org.jo/majma/index.php/2009-02-10-09-36-00/748-mag9-10-3.html اذن اسرائيل هي اختراع غربي و ليس العكس. و مازال الهدف من وجودها ان لا تقوم للشرق قائمة. فلما ترديد هذا الكم الهائل حول تأثير اسرائيل على الغرب و كأن الدول الغربية منقادة ضد مصالحها تحت تأثير اللوبيات اليهودية او الصهيونية؟ هذا ما سأحاول تفسيره في المقال القادم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق